الأمانة صفة جميلة حث عليها الدين وأمر بها، والإنسان الأمين محبوب عند الله وعند الناس, قال تعالى : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا } .
الاثنين، 8 ديسمبر 2014
;تب عن الامانة
01/05/2006 - 12:00am
هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، وفريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها، يقول تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب:72]
وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }[النساء: 58], ولقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له".
الأنبياء والأمانة
الأنبياء والرسل هم أمناء الله في أرضه على شرائعه و دينه لذلك كانت الأمانة واجبة لهم كما قال هود عليه السلام :{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }[الأعراف:68] , وكما قال يوسف عليه السلام : {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ }[يوسف:54] , وكما قالت ابنة شعيب عليه السلام في وصف موسى عليه السلام حيث قالت : {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }[القصص:26].
أمانة النبي صلى الله عليه وسلم أمانته بحمل رسالة الإسلام
لقد كان صلى الله عليه وسلم مثالاً للأمانة كيف لا و قد ائتمنه الله تعالى على رسالته الخاتمة فكان خير من أدى هذه الأمانة إلى حد الكمال فقد قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}[المائدة:3 ].
لُقِب قبل البعثة بالصادق الأمين
الأمانة من أَخَصِّ الأوصاف التي اتصف بها منذ نشأته صلى الله عليه وسلم حتى لَصِقت به قبل بعثته، فنعتته قريش بالصادق الأمين، واشتُهِر بذلك عند أهل مكة فحكَّموه في خصوماتهم، واستودعوه أماناتهم، فما حُفظت عنه غدرة، ولا عُرفت له في أمانته زلة , نعم , فقد كان المشركين يتركون ودائعهم عنده ليحفظها لهم؛ وحينما هاجر من مكة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب رضي الله عنه, ليعطي المشركين الودائع والأمانات التي تركوها عنده.
أمانته مع السيدة خديجة (تجارة أموالها)
لقد استأمنته السيدة خديجة رضي الله عنها على أموالها فاتجر بها، وأربحها ضِعْفَ ما كان يُربحُهَا غيرَه، فما كتمها شيئا، ولا أخفاه عنها وكان ذلك قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وقبل أن يتزوج بها, ثم تزوج بها وكانت أول زوجة له , وأول من صدقه واتبعه من الناس.
أول ما دعا إليه الأمانة
كان من أوائلِ ما دعا الناسَ إليه إبَّان بعثته صلى الله عليه وسلم: أداءُ الأمانة، ودليل ذلك أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قابل النجاشي رحمه الله تعالى، وسأله النجاشي عن دينهم، أجابه جعفر رضي الله عنه فقال له: (أَيُّهَا الْمَلِكُ، كنا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ونسيء الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا على ذلك حتى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إلى الله لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ ما كنا نَحْنُ نعبد وَآبَاؤُنَا من دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحديث وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ...)
شهد بأمانته أعدائه قبل أصدقائه
نعم شهد بأمانة الرسول صلى الله عليه وسلم أعدائه قبل أصدقائه وصحابته فها هو أبو سفيان زعيم مكة قبل إسلامه يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بصفة الأمانة لما سأله عظيم الروم هرقل عن ذلك ثم قال هرقلٌ: (وَسَأَلْتُكَ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كان يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ والصدق وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قال: وَهَذِهِ صِفَةُ النبي).
أنواع الأمانة
1- الأمانة في العبادة:
فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي، ويحافظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من الفروض التي يجب علينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.
2- الأمانة في حفظ الجوارح:
وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله سبحانه ؛ فالعين أمانة يجب عليه أن يغضها عن الحرام، والأذن أمانة يجب عليه أن يجنِّبَها سماع الحرام، واليد أمانة، والرجل أمانة ... وهكذا , قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[الإسراء:36]
3- الأمانة في الودائع:
ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين , قال تعالى:{ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ } [البقرة:283 ]
4- الأمانة في العمل:
ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.
5- الأمانة في الكلام:
ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }[إبراهيم:24] , وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله سبحانه مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال: {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }[إبراهيم:26]
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".
والمسلم يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث: "والكلمة الطيبة صدقة".
6- المسئولية أمانة:
كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال صلى الله عليه وسلم: "ألا كلكم راعٍ. وكلكم مسئول عن رعيته. فالأمير الذي على الناس راعٍ، وهو مسئول عن رعيته. والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسئول عنهم. والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم. والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسئول عنه. ألا فكلكم راعٍ. وكلكم مسئول عن رعيته".
7- الأمانة في حفظ الأسرار:
فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة".
8- الأمانة في البيع:
المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه، فعن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة من طعام . فأدخل يده فيها ، فنالت أصابعه بللا. فقال صلى الله عليه وسلم: "يا صاحب الطعام ما هذا؟" قال: أصابته السماء، يا رسول الله! قال صلى الله عليه وسلم: "أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟" ثم قال صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا".
فضل الأمانة عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }[المؤمنون:8 ] , وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
أما عن الخيانة كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله سبحانه وتعالى لا يحب الخائنين، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً }[النساء:107], وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[الأنفال:27].
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك".
جزاء الخيانة بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار، وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة مذلولا عليه الخزي والندامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة".
ويا لها من فضيحة وسط الخلائق !! تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة، فلا يغدر بأحد، ولا يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا يفرط في حق الله عليه.
الخائن منافق الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان"
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/38031/#ixzz3LNdy4100
وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }[النساء: 58], ولقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له".
الأنبياء والأمانة
الأنبياء والرسل هم أمناء الله في أرضه على شرائعه و دينه لذلك كانت الأمانة واجبة لهم كما قال هود عليه السلام :{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }[الأعراف:68] , وكما قال يوسف عليه السلام : {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ }[يوسف:54] , وكما قالت ابنة شعيب عليه السلام في وصف موسى عليه السلام حيث قالت : {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }[القصص:26].
أمانة النبي صلى الله عليه وسلم أمانته بحمل رسالة الإسلام
لقد كان صلى الله عليه وسلم مثالاً للأمانة كيف لا و قد ائتمنه الله تعالى على رسالته الخاتمة فكان خير من أدى هذه الأمانة إلى حد الكمال فقد قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}[المائدة:3 ].
لُقِب قبل البعثة بالصادق الأمين
الأمانة من أَخَصِّ الأوصاف التي اتصف بها منذ نشأته صلى الله عليه وسلم حتى لَصِقت به قبل بعثته، فنعتته قريش بالصادق الأمين، واشتُهِر بذلك عند أهل مكة فحكَّموه في خصوماتهم، واستودعوه أماناتهم، فما حُفظت عنه غدرة، ولا عُرفت له في أمانته زلة , نعم , فقد كان المشركين يتركون ودائعهم عنده ليحفظها لهم؛ وحينما هاجر من مكة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب رضي الله عنه, ليعطي المشركين الودائع والأمانات التي تركوها عنده.
أمانته مع السيدة خديجة (تجارة أموالها)
لقد استأمنته السيدة خديجة رضي الله عنها على أموالها فاتجر بها، وأربحها ضِعْفَ ما كان يُربحُهَا غيرَه، فما كتمها شيئا، ولا أخفاه عنها وكان ذلك قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وقبل أن يتزوج بها, ثم تزوج بها وكانت أول زوجة له , وأول من صدقه واتبعه من الناس.
أول ما دعا إليه الأمانة
كان من أوائلِ ما دعا الناسَ إليه إبَّان بعثته صلى الله عليه وسلم: أداءُ الأمانة، ودليل ذلك أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قابل النجاشي رحمه الله تعالى، وسأله النجاشي عن دينهم، أجابه جعفر رضي الله عنه فقال له: (أَيُّهَا الْمَلِكُ، كنا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ونسيء الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا على ذلك حتى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إلى الله لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ ما كنا نَحْنُ نعبد وَآبَاؤُنَا من دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحديث وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ...)
شهد بأمانته أعدائه قبل أصدقائه
نعم شهد بأمانة الرسول صلى الله عليه وسلم أعدائه قبل أصدقائه وصحابته فها هو أبو سفيان زعيم مكة قبل إسلامه يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بصفة الأمانة لما سأله عظيم الروم هرقل عن ذلك ثم قال هرقلٌ: (وَسَأَلْتُكَ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كان يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ والصدق وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قال: وَهَذِهِ صِفَةُ النبي).
أنواع الأمانة
1- الأمانة في العبادة:
فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي، ويحافظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من الفروض التي يجب علينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.
2- الأمانة في حفظ الجوارح:
وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله سبحانه ؛ فالعين أمانة يجب عليه أن يغضها عن الحرام، والأذن أمانة يجب عليه أن يجنِّبَها سماع الحرام، واليد أمانة، والرجل أمانة ... وهكذا , قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[الإسراء:36]
3- الأمانة في الودائع:
ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين , قال تعالى:{ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ } [البقرة:283 ]
4- الأمانة في العمل:
ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.
5- الأمانة في الكلام:
ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }[إبراهيم:24] , وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله سبحانه مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال: {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }[إبراهيم:26]
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".
والمسلم يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث: "والكلمة الطيبة صدقة".
6- المسئولية أمانة:
كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال صلى الله عليه وسلم: "ألا كلكم راعٍ. وكلكم مسئول عن رعيته. فالأمير الذي على الناس راعٍ، وهو مسئول عن رعيته. والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسئول عنهم. والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم. والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسئول عنه. ألا فكلكم راعٍ. وكلكم مسئول عن رعيته".
7- الأمانة في حفظ الأسرار:
فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة".
8- الأمانة في البيع:
المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه، فعن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة من طعام . فأدخل يده فيها ، فنالت أصابعه بللا. فقال صلى الله عليه وسلم: "يا صاحب الطعام ما هذا؟" قال: أصابته السماء، يا رسول الله! قال صلى الله عليه وسلم: "أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟" ثم قال صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا".
فضل الأمانة عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }[المؤمنون:8 ] , وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
أما عن الخيانة كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله سبحانه وتعالى لا يحب الخائنين، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً }[النساء:107], وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }[الأنفال:27].
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك".
جزاء الخيانة بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار، وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة مذلولا عليه الخزي والندامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة".
ويا لها من فضيحة وسط الخلائق !! تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة، فلا يغدر بأحد، ولا يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا يفرط في حق الله عليه.
الخائن منافق الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان"
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبَّتي في
الله:
إنَّ هذا الموضوع من الأهميَّة بمكان، خُصوصًا في
هذا الزمان.
إنَّ الأمانة من أجلِّ الأخلاق الإسلاميَّة التي
بُنيت عليها شريعةُ ربِّ البريَّة، وبالأمانة تُصانُ الأعْراض والأموال والدِّماء
وجميع حُقوق العِباد، وبها يستَقيمُ حال الناس مع رَبِّ العالمين؛ لأنَّ الأمانة
تَعُمُّ جميعَ وَظائف الدِّين؛ كما قال القرطبي في "تفسيره"[1].
ويقول الكفويُّ - رحمه الله -[2]:
الأمانة كلُّ ما افتَرَض الله على العِباد، فهو أمانةٌ كالصلاة والزكاة والصيام
وأداء الدَّيْن، وأوكدها الوَدائع، وأوكد الودائع كتمُ الأسرار.
وقال في موضعٍ آخَر: كلُّ ما يُؤتَمن عليه من
أموالٍ، وحُرمٍ وأسرار فهو أمانةٌ، وقال ابن عباسٍ - رضِي الله عنه -: المقصود
بالأمانة التكاليف - وهذا هو قول
الجمهور.
العلم
أمانة:
والعلم أعظمُ أمانةٍ حملَها الإنسان.
وهذه الأمانة حمَلَها العلماء، وهذا جعلَهُم
يُواصِلون الليلَ بالنَّهار لدعوة النَّاس؛ يُبصِّرون أبناء الأمَّة بدِينهم،
ويَصِفون الطريق للسَّالِكين، ويهدون إليه المتحيِّرين.
وأمانة العلم جعَلت العلماء يصدَعُون بكلمة الحقِّ
ولا يخافون في الله لومةَ لائمٍ؛ عملاً بقوله - تعالى -: ﴿ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل
عمران: 187].
ومخافة من قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ
أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ
تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 159، 160].
وأيضًا مخافةً من قول النبيِّ - صلَّى الله عليه
وسلَّم -: ((مَن سُئِلَ عن علمٍ فكتَمَه ألجَمَهُ الله يوم القيامة بلجامٍ من
نار))؛ رواه ابن ماجه من حديث أبي هُريرة - رضِي الله عنه.
ومن أمانة العلم كذلك أنْ يتربَّى الإنسان على نصف
العلم، وهي قول: "لا أدري"؛ حتى لا يُفتي الناسَ بغير علم فيَضل ويُضل.
فقد أخرج البخاري ومسلم: عن عبدالله بن عمر - رضِي
الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله تعالى لا
يَقبِضُ العِلْم انتِزاعًا ينتزعُهُ من العباد، ولكن يقبض العلمَ بقبضِ العلماءِ،
حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتَّخذ الناس رُؤوسًا جُهَّالاً، فسُئِلُوا، فأفْتَوْا
بغير علم، فضلُّوا وأضَلُّوا)).
ومن أعظم الخيانة لأمانة العلم أن يُتعلَّم العلم
الشرعي لغير وجه الله تعالى؛ فمَن فعَل ذلك فحرامٌ عليه الجنَّةُ.
فقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود عن أبي هُريرة -
رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تَعلَّم
عِلمًا ممَّا يُبتغَى به وجهُ الله لا يتعلَّمُه إلاَّ ليُصيب به عِوَضًا من
الدُّنيا، لم يَجِدْ عَرْفَ الجنَّة يوم القيامة))[28].
ولأنْ يَطلُب العَالِم الدُّنيا بطبلٍ ومِزمار خيرٌ
له من أنْ يُدنِّس وجهَ العلم بطلب فتات مَوائد أبناء الدُّنيا من السَّلاطين
وأصحاب الجاه، وتدبيج فَتاوى الزور، وتأويل النُّصوص وَلَيِّ عُنقها حسَب أَمزِجة
أبناء الدُّنيا.
وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ
وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي
النُّفُوسِ لَعُظِّمَا
أَأَشْقَى
بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً
إِذًا فَاتِّبَاعُ
الجَهْلِ قَدْ كَانَ أَحْزَمَا
|
وهؤلاء هم أئمَّة الضَّلال وعُلَماء السوء الذين
كان يَخافُ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - علينا منهم؛ فقد أخرج الأمام أحمد
عن أبي ذَرٍّ - رضِي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((غيرُ الدَّجَال أَخْوَفُ على أمَّتي من الدَّجَّال؛ الأئمَّة المُضِلُّون))[29].
وحيث إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - حرَمَهم من الجنَّة
فليس لهم مآلٌ إلا النار وغضب الجبار.
فقد أخرج ابن ماجه عن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه
- قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تَعَلَّم العِلْم ليُباهي
به العُلماء، أو يُماري به السفهاءَ، أو ليَصرِفَ به وجوه الناس إليه، أدخَلَه الله
جهنَّم))[30].
بل هم أوَّل مَن ستُسَعَّرُ بهم النار كما أخبر
بذلك الحبيب المختار - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد أخرج الأمام مسلمٌ في حديثٍ
طويل عن أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:
((إنَّ أوَّل الناس يُقضَى يوم القيامة عليه...)) ثلاثة، وذكر من جُملتهم: ((ورجلٌ
تعلَّم العلمَ وعلَّمَه، وقرأ القُرآن فأتى به فعرَّفَه نِعَمَه فعرفها، قال: فما
عملتَ فيها؟ قال تعلَّمت العلم وعلَّمته، وقرأت فيك القُرآنَ، قال: كذبت، ولكنَّك
تعلَّمت العلم ليُقال: عالم، وقرأت القُرآن ليُقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به
فسُحِبَ على وجهه حتى أُلقي في النار)).
وهؤلاء أوَّل مَن ستُسعَّر بهم النار.
ففي رواية الترمذي أنَّ أبا هُرَيرة - رضِي الله
عنه - قال: ثم ضرَب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على رُكبتي فقال: ((يا
أبا هُرَيرة، أولئك الثلاثة أوَّل خلْق الله تُسَعَّرُ بهم النار يوم
القيامة)).
((تُسَعَّر بهم النار))؛ أي: تُوقد بهم؛ كما قال
تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 24].
العبادة
أمانة:
عرَّف شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -
العبادة فقال: هي اسمٌ جامع لكلِّ ما يحبُّه الله ويَرْضاه من الأقوال والأعمال
الباطنة والظاهرة؛ فالصَّلاة، والزكاة.. وصِدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر
الوالدين.. وأمثال ذلك من العبادة، ا.هـ[31].
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ
رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8].
قال ابن مسعود - رضِي الله عنه - كما في "تفسير
الطبري"[32]: "والأمانة في الصَّلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في
الحديث، وأشدُّ ذلك الودائع".
- فما الذي يجعَلُ الإنسان يتَوضَّأ للصلاة دون
رَقيبٍ من البشر؟ إنها الأمانة، ولو دخَل الصلاةَ بلا وُضوء ما علم أحدٌ.
- والأمانة هي
التي تجعلُ الإنسان يُصلِّي ويأتي بأركانها وواجباتها دُون إخلالٍ بشيءٍ من
شُروطها، ولو دخَل الصلاة ولم يتلفَّظ بالأذكار ما علم أحدٌ.
- والأمانة هي
التي تجعَلُ الإنسان يصومُ طاعةً لله، والصوم عبادة سريَّة بين العبد وربِّ
البريَّة، ولو أفطر ما علم أحدٌ.
- والأمانة هي
التي تجعلُ الإنسان يُخرِجُ زكاة ماله طيِّبة بها نفسُه، ولو أمسَكَها ما
عَلِمَ به أحدٌ.
- والأمانة هي
التي تجعلُ الإنسان يُراقب الله في خَلواته، ولو فعَل معصيةً في السر لم
يعلمْ به أحد.
- والأمانة هي
التي تجعَلُ الإنسان يخلصُ في أعماله كلها.
- والأذان كذلك أمانةٌ؛ كما أخبر النبي - صلَّى
الله عليه وسلَّم -: ((الإمام ضامنٌ، والمؤذِّن مُؤتَمَن)).
وقد ذكر أهل العلم أنَّ من شروط المؤذِّن أنْ يكون
أمينًا؛ أي: عدلاً، لأنَّه مؤتمن يُرجَعُ إليه في الصلاة وغيرها.
- ومن الأمور المتعلِّقة بأمانة الإمام تجاه
المأمومين ألا يخص نفسه بالدُّعَاء، وقد نهى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن
ذلك.
فقد أخرج البخاري من حديث ثوبان - رضِي الله عنه -
أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يؤم رَجُلٌ قومًا فيَخُصَّ نفسه
بالدعاء دُونهم، فإنْ فعل فقد خانَهم)).
فبالجملة: مَن كان أمينًا في عِبادته فإنَّ الله -
عزَّ وجلَّ - يُبارك له في أعماله وحَياته، ومَن ضيَّعَها كان لما سواها
أضيع
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/38031/#ixzz3LNdy4100
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)